ثم أحاول أن أربطها ببعض المعاني الإسلامية في ثقافتنا, وأبين من خلال ذلك أن هذه العادات هي سنن كونيه,
وعادات طبيعية إجتماعية بثها الله في هذا الكون, فمن فهمها ورعاها, وسار ضمن تأثيرها, حاز على ثمارها, وجنى يانعها, وأما من صادمها وعاندها فإنه كناطح رأسه في الصخر, يدمي رأسه المسكين,
ولا يمس الحجر خدش أو أثر
بادت الأيام الغابرة في عمر الزمن المديد ، وجادت بعصارة تجاربها إلى من رأى النور بعدهم ، وفي تجاربهم متعة حديث لا تنقضي ، وروعة بريق لا تنطفي ، نجدها تتلألأ في نتاج عليم ، أو فكر زعيمٍ ، أو بيت شعر حكيم ، وحقٌ لكل من جرب أن يقول :
اقرأ التــاريخ إذا فيه العبـــر ضاع قومٌ ليس يدرون الخبر
دع عنك الوقوف على أطلال ليلى ، ولا تستجلب الهوى من عيون المها ، حين يحلوا للعشاق منادمة الليالي ، وتجاوز عوائق المكان والزمن فمتعة الحديث عند العقلاء هي المثل والحكمة ؛ حين ينساب بلفظٍ رشيقٍ يتناغم مع معنى عميق ، فتحت ضو القمر ، يحلوا السمر مع تجارب البشر ، بعدما عاصرتهم الحياة و عصرتهم و كابدوها ، وأمضت كبدهم ، وجاسوا خلالها الديار ، فلنقطف من ثمر كل حضارةٍ تجربةً جميلة لأهلها ، فنحن بالحكمة أولى من سوانا ، حتى لا نعيش تحت رحمة المصادفات ، وحتى نتجاوز خطيئة البدء من الصفر ، فقد اختصروا ما ينقضي العمر دون إدراك ، والمرارة كلُّ المرارة أن تعظ الإنسان نفسه .
ومن حوى التاريخ في صدره أضاع أعمــاراً إلى عمــره
فألق ما في يديك و تنقل بين أرجائها متأملاً ، بأذن المستمع مع أذن المستمتع ..
وبقربي تعـــالْ .
وسبّـح المتـعالْ .
الذي قال : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً } .. والحكمة ضالةٌ تحتاج إلى مؤمن .
إرسال تعليق